أسامة عبد الرازق يكتب: الثورة وكشف المستور


أسامة عبد الرازق يكتب: الثورة وكشف المستور



صورة أرشيفية للثورة المصرية
نجحت الثورة فى كشف حجم الفساد الذى كان مستشريا فى عهد النظام البائد، وكم أن هؤلاء المفسدين كانوا يتصورون أنهم فوق القانون، ولم يبالوا بحرمة المال العام، بل كانوا ينهبون وهم مطمئنون، وليسوا خائفين من المحاسبة، فمن الذى سيحاسبهم وكل خيوط اللعبة فى أيديهم، وهم يساندون بعضهم البعض؟ إنها عصابة رجال الأعمال من الوزراء، وكبار المسئولين السابقين، اللذين نهبوا ثروات البلاد وأفقروا العباد.

لم يهز ضمائرهم جوع وفقر الأغلبية من الشعب، والذين لا يجدون قوت يومهم، والكثيرون الذين يبحثون عن غذائهم فى مقالب القمامة، ولا غرق كثير من الشباب فى محاولتهم للهجرة، بعد أن عانوا ويئسوا من الحصول على فرصة عمل فى بلد كثرت خيراته، ولكنها اقتصرت على من يملكون زمام الأمور، فهانت عليهم الحياة، وفضلوا الموت على المعيشة فى بلد تهدر فيها كرامتهم، فبعد أن ظلوا سنوات يدرسون للحصول على شهادة جامعية أصبح لا قيمة لها، فى بلد ليس للعلم فيه قيمة، فى ظل النظام البائد، والذى كان لا يحترم إلا الأغنياء، نظام أعطى رجال الأعمال كل شىء، وحرم المواطنين من كل شىء ، لكن شباب الثورة أطاحوا بالطاغية وأثبتوا أن شباب مصر على درجة عالية من الوعى، ولا يقبل الظلم ، تلك الثورة التى كانت السبب فى كشف المستور من فساد النظام وأعوانه، الذين كانوا يستمتعون بقهر هذا الشعب وسلب حقوقه.

لم يكن هؤلاء يشعرون يوما بمعاناة هذا الشعب، بل على العكس عاشوا حالة انفصال عنه، وكانوا يتعاملون معه على أنهم السادة والشعب عبيد، راهنوا على ضعفه واستكانته، لكن شاءت الأقدار وكان للثورة رأى آخر، وهو سقوط النظام وحاشيته وفضحهم، فليت الأموال التى سلبوها تعيد لهم سمعتهم التى لوثت.

إن روح الثورة ستظل باقية لإجهاض كل محاولات الثورة المضادة التى تحاول أن تعيد الفاسدين، ولكن هيهات أن يعودوا، فشعب مصر أصبح له صوت مسموع فى الداخل والخارج، وسيستمر صوته مرتفعا لكشف المستور.

0 التعليقات:

إرسال تعليق