حازم صلاح الدين يكتب: دموع مبارك.. أم دموع أسر الشهداء والمعتقلين؟!
طالعتنا بعض الصحف والمواقع الإلكترونية بخبر إصابة مبارك باكتئاب شديد وبحالة نفسية غير مستقرة، ودخوله فى نوبات بكاء شديدة كما يشعر أحياناً باختناق وشعور بالملل والزهق.. وبغض النظر عن صحة أو عدم صحة الخبر يثار التساؤل حول الهدف من الخبر؟ وعما يبكى؟ هل يبكى على تركه لكرسى الحكم؟ أم يبكى على عدم تحقيق حلمه بتوريث الحكم لنجله جمال؟ أم أنه سيناريو مفبرك لكسب تعاطف الشعب؟ وأيا كان الهدف أو السبب.. تبقى هناك حقيقة مؤكدة هى لقد سبق بكاء مبارك.. بكاء أسر ضحايا عبارة السلام وقطار الصعيد وضحايا كنيسة القديسين وبكاء أسر المعتقلين والشهداء وبكاء ساكنى المقابر وبكاء المرضى الذين لم يجدوا العلاج خاصة مرضى السرطان والفشل الكلوى وفيروس سى، فى حين يسافر الوزراء للعلاج الترفيهى بالخارج على نفقة الدولة، وبكاء كل مظلوم لم يستطع الحصول على حقه.
ولى سؤال لكل من تعاطف مع مبارك بعد السماع ببكائه: ما هو محل دموع مبارك من الإعراب بالنسبة لدموع والدة خالد سعيد وأسر ضحايا كنيسة القديسين وأسر شهداء ثورة 25 يناير الذين دهستهم سيارات الشرطة وسكن الرصاص أجسادهم.. أعتقد بأنها ليس لها محل من الإعراب.
ناهيك عن دموع أمهات وزوجات وأولاد المعتقلين بدون تُهم.. وأذكر أبياتاً شعرية قالتها الطفلة عائشة حسن مالك أمام السور الحديدى للقفص الذى يفصل بينها وبين والدها الذى أحيل لمحاكمة عسكرية مع خيرت الشاطر بأمر من مبارك، ولم يحاكم أمام قاضيه الطبيعى- وبغض النظر عن اتفاقنا أو اختلافنا مع الإخوان المسلمين أو غيرهم- وهذه الأبيات هى:
عد يا أبى.. أبتاه طالت غربتى من طول ليل المرحلة يا كأس حبى يا أبى عد للصغيرة بلهفة.. عد يا أبى أنا لا أنام فأنت أنت وسادتى.. عد يا أبى واحمل إلى كما وعدت هديتى..عد يا أبى فبدونك الدنيا قذى فى مقلتى مزقت أيام الغياب كى تعود بسرعة وتضمنى فى حضنك الدافئ فتذهب غربتى وأرى الحياة على ذراعك يا أبى كالبسمة.. عد وأروى لى قصص البطولة كى تشب بطولتي.. عد يا أبى فالكل يسأل عنك حتى جارتى.. عد يا أبى ستكون فى استقبال طيفك فرحتى..عد يا أبى.
وانهارت عائشة فى البكاء.. فكم تساوى دمعة من دموع الطفلة عائشة؟
نحن لا نريد الانتقام فالمنتقم هو الله.. نحن نريد حق الشهداء.. النفس التى حرم الله قتلها إلا بالحق وضحايا نظام مبارك.. نريد العدل.. وسؤالى للقارئ: دموع مبارك.. أم دموع أسر الشهداء والمعتقلين؟ وكم تساوى؟ وأخيراً.. أعتذر عن الإطالة وحرق الدم الذى قد يكون أصاب القارئ.
0 التعليقات:
إرسال تعليق