خيرى شلبى: أدب نجيب محفوظ لم يكن ذكوريا
قال الروائى الكبير خيرى شلبى، مقرر لجنة القصة، إن أدب نجيب محفوظ، لم يكن رجوليا الطابع، وإنما ذخر بالعديد من الشخصيات النسائية مؤكدا على أن محفوظ، نجح فى رسم العديد من الشخصيات، التى تجرد فيها من ميوله الشخصية.
وتابع شلبى خلال الندوة التى أقامها صالون نجيب محفوظ أمس الأحد عن المرأة فى أدب محفوظ: نحن لسنا فى مجتمع أبوى وإنما فى مجتمع أموى، فالأم هى البطل، وهى من تربى وتتحمل، ويقع عليها عبء المسئوليات، وهكذا نجح محفوظ فى تجسيد شخصيات نسائية متطورة فى أدبه، ومنها "أمينة" التى مثلت القهر الإنسانى، وزبيدة، ونور فى اللص والكلاب، ونفيسة فى بداية ونهاية.
وتحدث الروائى فؤاد قنديل مشيرا إلى أن إبداع نجيب محفوظ يمثل معرضا كبيرا للمرأة، ونماذجها، مؤكدا على أن محفوظ لم يقدم نموذجا واحدا، وإنما ظهرت فى أعماله، أنماط إنسانية مختلفة، منها الغانية، والأم، والأخت، والجادة، والطموحة.
وأشار قنديل إلى نموذج إحسان شحاته، فى رواية محفوظ" القاهرة الجديدة" موضحا، كيف تطورت شخصيتها، بعد أن كانت فتاة بريئة، إلى فتاة ساقطة، وأرجع قنديل ذلك لنشأتها لأب قواد، وأم عاهرة.
وأكد قنديل على أن محفوظ، أستطاع أن يصور الفقر فى أعماله، وأن يبرز كيف أدى هذا الفقر، إلى نتائج خطيرة، منها الجريمة، والانحلال الأخلاقى.
وتحدثت الناقدة ثناء أنس الوجود عن المرأة فى ثلاثية نجيب محفوظ، لافتة النظر إلى عدم اتفاقها مع الرأى الذى يرى أن محفوظ، شوه صورة المرأة فى إبداعه، وأكدت أنس الوجود على أن المرأة فى ثلاثية محفوظ، ارتبطت بالسيد أحمد عبد الجواد الشهريار الكبير على حد وصفها.
وتناول الناقد سامى سليمان، المرأة فى روايتى الكرنك والحب تحت المطر، لمحفوظ، مشيرا إلى أن الروايتين تنتميان إلى مرحلة هزيمة يونيو عام 1967، والتى بدأت مع هذا العام، واستمرت حتى عام 1975، مؤكدا على أن محفوظ كتب خلال هذه الأعوام خمس مجموعات قصصية، وهاتين الروايتين
وأضاف: محفوظ أعتنى بتصوير جيل الثورة فى مرحلة ما بعد 1952، وما يؤكد هذا استخدامه لتعبيرين هما "جيل الثورة" و"أبناء الثورة".
وتطرق سليمان للشخصيات النسائية فى هاتين الروايتين، مشيرا إلى أنها من الشباب، الذين صور عبرهم محفوظ جوانب من الواقع المصرى فى عقدى الستينيات والسبعينيات.
وعقب قنديل على كلمة سليمان، مشيرا إلى أن كل رواية من روايات محفوظ، كانت بها عاهرة، وهو ما اعتبره قنديل مبالغة إبداعية من محفوظ.
وتحدث القاص والروائى محمد إبراهيم طه، عن المرأة فى روايتى زقاق المدق التى نشرها محفوظ عام 1947، والطريق التى نشرها عام 1964، مؤكدا على أن زقاق المدق، تميزت فيها الشخصية النسائية " حميدة" برفضها للحياة فى المدق، وعبرت عن إزدرائها له بقولها: أه يا خسارتك يا حميدة فى الزقاق" .
وعرض طه، لشخصيتى " كريمة" و" إلهام" فى رواية محفوظ "الطريق" مشيرا إلى أنهما شكلتا معا طريقين لبطل الرواية " صابر" الذى كان يبحث عن أبيه فى الرواية، أحدهما يؤدى إلى الجريمة، تمثله "كريمة" بإغوائها له، والآخر، يمثل طريق الخير والحق، وهى " إلهام" وهو ما يعنى أن المرأة عند نجيب محفوظ هى باب مفتوح يؤدى إما إلى الخير أو إلى الشر.
وتحدث الناقد يسرى عبد الله عن صورة المرأة فى روايات محفوظ "ميرامار" و" ثرثرة فوق النيل" و"اللص والكلاب" مشيرا إلى أن محفوظ هو ابن الحقبة الليبرالية، وهو ما جعل حضور المرأة يتنوع عنده، ويختلف، لكنه عبر عن جوهر المرأة المصرية
0 التعليقات:
إرسال تعليق