محسن عبد اللطيف يكتب: خريف حكام العرب


محسن عبد اللطيف يكتب: خريف حكام العرب

القذاقى
قديماً أخبرنا علماء النبات أن تساقط الأوراق فى مختلف أنواع الأشجار، يحدث بسبب ضعف المنطقة التى تربط الأوراق بساق النبتة أو البرعم وتأخذ الطبيعة مجراها فيتم سقوط الأوراق عندما يصبح النهار قصيرا فتبطئ عملية البناء الضوئى وتقل كمية الضوء الواصلة إلى الأوراق، وعندما يحدث ذلك، تتكون خلايا طرية عبر قاعدة العنق الواصل بين الورقة والساق فتسقط الورقة وحين تأملت فى هذا الكلام وجدت أن هناك سمة مشتركة بين هذه الورقة وبين حكامنا، حيث إن حكامنا يعانون الآن من نفس هذه الأعراض فقد ضعفت بين كل حكام العرب وبين شعوبهم المنطقة التى تربط بينهم إن لم تكن ماتت منذ زمن بعيد وتباطأت عمليات الإصلاح إن لم تكن انعدمت تماماً وازداد حجم التلوث المحيط بالشعوب، والذى أصبح متجذراً فى خلايا الأوطان وهو يشبه ثانى أكسيد الكربون، ولكنه يحمل اسما آخر أشد وطأة ووقعة مخيف وهو (الفساد) ولم يجد هذا الداء فى حكامنا من يسعى للقضاء عليه أو حتى تقليل أثره أو إخفائه عن الشعوب بل أضحى معلناً وكأن حكامنا قد أعلنوا أننا لا يعنينا ما يدور فى بلادنا وأننا قد أصبحنا صما بكما عميا ولم يدر لحظة فى خلد أى من حكامنا أن الخريف قادم ولن يبقى على الأوراق الفاسدة، التى أضحت عبئا تنوء بحمله الأشجار، وظلوا قابعين فى قصورهم آمنين غير مبالين بكل ما يدور فى أزقة البلاد فقد ترسخ لديهم اعتقاد أنهم باقون ولن يرحلوا إذ كيف يرحل عن مكان من أصبح يملكه ولكن دون سابق إنذار أو إعلان هب فصل الخريف على قصور الحكام ليطيح بهم واحداً تلو الآخر، وكل منهم يعلن أنه ليس كسابقه وأن أوطانه ليست كغيرها وينعت الثوار بأنهم مقلدون لمن سبقوهم ولم يلاحظوا أنهم هم المقلدون لبعضهم البعض فى كل شىء فى التصريحات ووسائل القمع ووسائل الترغيب، ولكن يبقى القذافى فى منأى عن ذلك فهو متميز بطبعه فى جنونه وتصريحاته وحتى قمعه الوحشى لشعبه ورغم كل ماسبق تساقطت أوراق حكامنا ولاتزال تتساقط ويبدو أن فصل الخريف أضحى الآن فى أوجه رغم أن هناك بعض الأوراق لا تزال تترنح محاولة التشبث بالأشجار التى أعلنت أنه لم يعد هناك مجال.. إذ كيف يكون هناك مجال وقد حل فصل الخريف معلناً أن كل الأوطان عذراً أعنى كل الأشجار قد آن لها أن ترتدى حلة جديدة من صنع أبنائها عذراً أعنى من صنع أوراقها ولا صوت يعلو حينها على صوت رياح الخريف وغباره ولا على صوت أبناء الوطن وثواره.

0 التعليقات:

إرسال تعليق