فورين بوليسى: السلفيو السرطان الذى رعاه مبارك ويهدد مصر الآن
أكدت مجلة فورين بوليسى أن السرطان الذى يهدد مصر حاليا بقوة هو السلفيون والجماعات الجهادية التى تسعى إلى فرض منظورهم للشريعة الإسلامية وتقويض الإخوان المسلمين، فتجربة تغيير الأنظمة فى العراق وباكستان تشير إلى أن إحتمال تصاعد الأنشطة الإرهابية فى مصر أمر واقع.
فلقد تم إطلاق سراح مئات السجناء الجهاديين وقد تجمعت المنظمات الإسلامية المتطرفة العنيفة ساعين نحو تشكيل حكومة على أسس سلفية صارمة وقوية. فهؤلاء السلفيون الذين دعمهم مبارك كثقل مواز لجماعة الإخوان المسلمين يتحدثون اليوم علانية بشأن خوض الانتخابات لإقامة دولة إسلامية.
وتضيف المجلة أنه فى أعقاب موجة جديدة من العنف السلفى ضد أضرحة المسلمين الصوفية قام رجال الدين التابعين للإخوان بقيادة عبد الرحمن البر وعبر شبكة إخوان ويب بنشر دعوة لتوحيد صفوف النشطاء الديمقراطيين ضد إحياء التعصب السلفى، وهذه هى أولى العلامات المنبهة للفوضى القادمة.
وفى هذه الفترة من الاضطراب، تبرز جماعة الإخوان المسلمين كلاعب مهم، لذا لا ينبغى على واشنطن أن تقع فى الخطأ الذى أقدمت عليه مرارا فى الماضى بتجاهلها الواقع السياسى المصرى، مشيرة إلى تجاهل الإدارات الأمريكية المتعاقبة لجماعة الإخوان المسلمين.
وتشير أن تلك الجماعة التى ترجع نشآتها لسنة 1928 واقعها أكثر تعقيدا من الأشخاص الذين يمكن أن يمثلوها، كما أن أجندتها للتنمية السياسية لها آثار عميقة ربما ليس على مصر فقط وإنما على المنطقة بآسرها. فما يحدث بتلك البلد، التى كانت على مر التاريخ ذات نفوذ فكرى هائل، لا تظل نتائجة حبيسة داخلها.
فابعتبارها السفينة الأم للجماعات الإسلامية المتطرفة حول العالم، فإن لهجة ومضمون الإخوان المسلمين فى القاهرة ستؤثر على الإسلاميين من غزة إلى لندن. وتعتبر المجلة أنه من حسن الحظ أن جماعة الإخوان تمر بمرحلة انتقالية فكرا وتنظيما.
فمثل غيرها من الجماعات السياسية فى مصر تتساءل جماعة الإخوان المسلمين بشأن أفضل استجابة ممكنة للظروف الاجتماعية والسياسية الجديدة التى تشدها البلاد، وخلافا لجماعات إسلامية أخرى فإنها لا تتمسك بعقيدة سياسية ثابتة وهذه البرجماتية قد تكون سبيل الحفاظ على موقعها فى الشارع.
وتشير المجلة أن كل أعضاء جماعة الإخوان المسلمين تقريبا يتحدثون بحماسة عند الرد على قضية تكون إسرائيل طرفا فيها، وعلى الرغم أن أغلبهم يصر على حفظ السلام مع إسرائيل، على الأقل الآن، إلا أنه من الواضح أن ذلك النوع من العلاقات التى كانت تتمتع بها إسرائيل مع مصر فى الماضى لن يعود.
فالمصريون سيطالبون بمزيد من العدالة للفلسطينيين وسيتخذ الصراع العربى الإسرائيلى مركز الصدارة مرة أخرى مع تطور الأحداث فى المنطقة. وهذه التغييرات قد تبدو مزعجة للجانب الأمريكى والإسرائيلى، لكنها بالكاد تبدو التهديد الأكثر خطورة لمستقبل مصر. إذ تنقل المجلة الأمريكية عن أحد شباب الإخوان المسلمين قوله: "إنه حينما يتعلق الأمر بالغرب فإن الإخوان يمثلون صداع لكنهم ليسوا سرطان".
0 التعليقات:
إرسال تعليق