أحمد صلاح يكتب: بينا وبينك دم يا عم


أحمد صلاح يكتب: بينا وبينك دم يا عم


مبارك


ما هذا الاستفزاز؟ ما هذا الاستهتار بعقولنا؟ ما هذا التطنيش والتهميش؟ ما هذه المهزلة؟.. عن ماذا تتحدث أيها المبارك؟ إيه بتقول إيه؟ بترد على تهمة التربح وعدم النزاهة؟

كل خطاب من خطاباتك يؤكد، لنا أنك طوال فترة حكمك وحتى إلقاء القبض عليك كنت فاهم الأمور غلط، وأن ما تعرفه عن الرئيس هو أنه الحاكم بأمر الله، الآمر الناهى الذى يبرئ الأكمه والأبرص ويحى الموتى، وهو الوحيد الذى يعلم مصلحة شعبه أكثر من شعبه، فكنت تختار لنا كل شىء المأكل والمشرب، سقف الحرية، ما هى الدول الصديقة والغير صديقة.

وحتى بعد خلعك وقبيل إصدار الأمر بالقبض عليك، وعلى أبنائك خرجت علينا لتصرح أنك برئ من تهم التربح!! بعد أن بح صوتنا نحن وبعض الدول باتهامك بعدم النزاهة، ولم ترد، ولم تقل أنا برىء، بل لم تعرنا انتباها، ثم بعد أن عملنا لك محاكمة شعبية بتهم كثيرة، أولها وأهمها قتل المتظاهرين الأبرياء خرجت لتختار أيضا ما ترد عليه من التهم!

أن تهمة التربح هى أتفه وأبسط تهمة إذا ما قورنت بجرائم القتل العمد، فأنا لست من المهتمين جدا بإعادة الأموال المنهوبة قدر اهتمامى بمحاكمتك بإهدار دم بنى وطنك "على حد تعبيرك"، من أجل أن تظل رئيسا.. لقد ارتكبت أبشع جريمة ممكن لشخص أن يقترفها تجاه الآخر، وهى قتله.

أما عن الأموال المنهوبة فلم أشعر يوما كمواطن، أنى امتلك كل تلك المليارت التى يتحدثون عنها ليلا ونهارا، فإذا لم نستطع إعادتها فلتذهب للجحيم، فدولة تسرق منها كل تلك المليارات، ومازالت تعيش وتنتج تستطيع، أن تصنع مليارات مثلها، فى وقت أقل خصوصا بعد ذهاب شلة الحرامية. 

فلوس إيه إللى بتتكلم عنها؟ بينا وبينك دم يا عم. 

يبقى أن أقول لك أنى لست من الذين يستمتعون بالانتقام، فلن تجد فى عينى بريق النصر والسعادة حين الحكم عليك، ولكن محاكمتك أصبحت ضرورة ملحة، ليكتب التاريخ أن من قتل شباب هذا البلد الشرفاء لقى عقابه، ليتعظ الرؤساء القادمون من بعدك، وليعلم الجميع أن دم المصريين غالى، وأن سلطة الرئيس لا تخوله أبدا بقتل وإحداث عاهات بمن يعارضونه، أو يتظاهرون ضده.

0 التعليقات:

إرسال تعليق