أحمد صلاح يكتب: يعمر بيت دى بلد


أحمد صلاح يكتب: يعمر بيت دى بلد

صورة أرشيفية
كنا عندما يجتاحنا الغضب من تقصير موظف حكومى ما أو تجاوز أحد من ضباط الشرطة أو انتظار الفرج، ولعب دورين طاولة داخل السيارة حتى يمر موكب السيد فلان وزير أى حاجة.. كنا نصب غضبنا على البلد سواء بالانتقاد أو أحيانا السب، وكان هو الحال أيضاً عند معرفة المبلغ المطلوب سداده للضرائب، أو عندما تطلب منك إدارة حكومية أن تحضر شهادة من اتنين متوفيين تفيد بأنك مازلت حياً! 

وقد امتد الانتقاد للبلد إلى بعض الأمور التى لا ترتبط مباشرة بالبلد، مثل ظلم مديرك فى العمل أو استهتار بعض الشباب بالشارع، كانت أيضاً مصر هى التى تدفع الثمن من كرامتها، ولكن منذ الثورة لم أسمع أو أتخيل أن أحداً عاد يسب البلد لماذا؟ لأننا حقيقة نحب مصر ونحترمها ونضعها فوق رؤوسنا، ولكننا كنا نسب النظام مروراً بالدولة!

يمكن كنا خايفين أن نوجه سهامنا للرئيس المخلوع، فيخلع أظافرنا أو أن نوجهها للسيد المسئول فى المصلحة الفلانية، فيعرقل لك مصلحتك إلى يوم القيامة أو يوم الثورة، فكنا بنريح دماغنا، ونشتم البلد لأن سبها لن يغضب المسئول ولا حتى الرئيس فهى لا تعنيهما فى شىء.

ولكن من اليوم أو بالأحرى من يوم الثورة، هى تعنينا كلنا، وهى بلدنا وأختنا الكبرى، بل والأم الحنون المحترمة التى نكحل بها أعيننا، ولا أحتاج أن أقترح قانون لمحاسبة من يسىء إليها، فلن يسىء مصرى إليها أبداً، ويعمر بيت دى بلد.

0 التعليقات:

إرسال تعليق